*عقيد / عبدالباسط البحر* *الخميس 25 / 6 / 2020م.*
_شاهد اخر الأخبار الساخنة_
أسباب إنقطاع الرزق.. هذا الفيديو سوف يغير حياتك ويفتح لك الكثير من أبواب النعيم.. شاهد
_________________
لئن كسر الخذلان وجودي ، فلن يكسر باطلهم حقي ، حب الأوطان غريزة عند الانسان والكائنات الحية على السواء، فالحيوانات في البراري ، والاسماك في البحار ، والطيور المحلقة كلها تحب أوطانها وتحن إليها ، بل قد تهاجر المسافات في رحلة العودة الى أوكارها واعشاشها فما بالك بالانسان ؛ قال أحد المفكرين القدماء " .. فحب الوطن والشعور بفخر الانتماء إليه غريزة تجعل الانسان يستريح إلى البقاء فيه ، ويحن إليه إذا غاب عنه ، ويدافع عنه إذا هوجم ، ألا ترى الحيوان كيف يدافع عن منطقته وأسرته وبيته .. " .
فماذا يتصوروننا قصيرو البصر والبصيرة !! هل نحن آلات صماء بكماء بلا شعور ولا احساس حتى يتم كل هذا العبث بوطننا ؟! مدن تستقطع ، وأخرى تسقط ، و جزر تُحتل وسواحل وموانئ تصادر ، وجيش شرعي يُضرب بالطيران ، واموال مركزية تنهب بالمليشيات ، ومتمرد باغي يدعم ويمكن ، ووطن غالي يتمزق ويدمر ، وشرعية وسيادة منتهكة ودولة كل يوم منتقصة ، فكيف لا نتحرق !. حتى الحيوانات المفترسة ولو كانت عديمة الغيرة تحن الى اوطانها ولا تهدمها او تدمرها ، فهلا نكون أرقى حسا وشعورا وانتماء .
إن الصراع على الاوطان قديم قدم الانسان ، وهو صراع بين حق وباطل " غُلبت الروم ، في أدنى الارض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين .." وفي الاسلام جعل الوطن من المعظمات التي شرع القتال والدفاع عنها ، وجعل الشهادة هي وسام لمن دافع عن ارضه وحقه ، فمن مات دونها فهو شهيد ، لان الدفاع عن الوطن في حقيقته دفاع عن الدين والمال والأهل والنفس " الضروريات الخمس " . ألم يدافع المسلمون عن المدينة ؟ قال الذهبي واصفا ما كان يحب الرسول (ص) :" ... وكان يحب سيفيه ويحب جبل أحد ويحب وطنه ... الخ " وقال عن وطنه السابق :" ما أطيبك من بلد وما أحبك إليّ ..."، وقال عن وطنه في المدينة : " اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد .." ، ودعا ابراهيم لبلده :" رب اجعل هذا البلد آمنا وارزق أهله من الثمرات .." ، وروي عن عمر : " لولا الايمان ما أحببنا الأوطان " ، بمعنى حب الوطن من الايمان .
من صور المهازل التي يمر بها الشرفاء في كل عصر ومصر ما يفعله المبطلون والمعتدون والباغون والطغاة بالوطن والاوطان في كل زمان ومكان " ... لنخرجنكم من ارصنا او لتعودن في ملتنا .." " .. وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم .." " لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا قال أولو كنا كارهين " " أخرجوا آل لوط من قريتكم انهم اناس يتطهرون " " إن الملوك اذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون ".
تنشأ في ارضك وتعيش فيها ، تأكل من خيراتها ، وتستنشق هواءها وتأوي اليها ؛ ثم يأتي من يريد أن يتحكم بذلك ، أو يريد أن يحرمك أو يخرجك منها ، فكيف يكون موقفك !
من أعظم النعم أن يكون للانسان وطن تتصل فيه أمجاد الاجداد بالاحفاد وتتلاحم قلوب الأهل والاحباب . *وطني لوشغلت بالخلد عنه* *نازعتني إليه في الخلد نفسي* والعمل لاجل الله ثم الوطن عبادة ، فخدمة الوطن هي خدمة للمجموع ، والعبادة المتعدية أجرها أكثر من العبادات اللازمة (الفردية) ، ومن واجبنا نحو وطننا كمحبين الحفاظ على أمنه واستقراره وسيادته ووحدة وسلامة أراضيه ، ووحدة الكلمة بين ابنائه في القضايا الوطنية المصيرية والسيادية ، والتصدي للشائعات التي يصنعها المرجفون ، و الحفاظ على أسرار دولته والامن القومي لها ، والدفاع عنها وحمايتها من الاخطار المحدقة بها من أي جانب ، وضبط ايراداتها ، كما انه من واجبنا نحو الوطن كذلك بنائه وتعميره واحسان العمل فيه واتقانه " إن الله يحب اذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه " . والمحافظة على القيم الوطنية ومعتقدات واخلاق المجتمع ، ومحاربة الفساد بإنواعه ، وعدم الرضى به (المالي والاداري والعقدي والاخلاقي) " ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها ، ولا تعثوا في الارض مفسدين " ولا ننسى أنه من واجبنا نحو وطننا تعميق مبدأ التناصر والتكافل والتكامل والتباذل والتعاون والتنازل بين افراده بعضهم لبعض ، وألا يستقوي بعضهم على بعض بجهات معادية مهما كانت قوتها . *لا تحقرن ضعيفا في مخاصمة* *إن البعوضة تدمي مقلة الأسدِ*
*ترى الرجل الهزيل فتزدريه* *وتحت ثيابه أسدٌ هصورُ* *وقد تبدو المهابة في بدينٍ* *وبين ضلوعه نفسٌ تخورُ*